وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: هذا طلاق معلق علي شرط فإذا فعلت الزوجة ما علق وقوع الطلاق عليه - وهو كلامها مع أخيها - فقد ذهب جمهور العلماء أنه إذا وقع الشرط وقع الطلاق.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن المعاصرين علماء اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز وكذلك الشيخ ابن عثيمين إلي أنه يسأل عن نيته فإن نوى طلاقا طلقت إذا وقع الشرط، وإن نوى تهديدا وزجرا ومنعا أو نوى الإلزام ولم ينو طلاقا فلا تطلق وكفارته كفارة يمين.
قالوا لما صح في البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ ما نوي )
أما دليل أن كفارته كفارة يمين فلقول الله تعالي ( يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك... ) إلي قوله تعالي ( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ) والمعنى: أن تحريم الحلال بقصد الإلزام ومنع النفس حكمه كحكم اليمين وشرع تحليل ذلك بأداء الكفارة عنها وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
وننصح الأخت السائلة بأن تسأل زوجها بالحسنى بعد ذهاب غضبه ماذا كان يقصد من قوله ذلك هل منعها وإلزامها بترك الكلام مع أخيها أم يقصد الطلاق إن كلمت الأخ. وعليها أن تذكر زوجها بوجوب صلة الأرحام ولكن كل ذلك بالموعظة الحسنة حتي يلين جانبه ويرضى عن حديثها مع أخيها.
